{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى {١٢} وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى {١٣} فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى {١٤} لا يَصْلاهَا إِلا الأَشْقَى {١٥} الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى {١٦} وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى {١٧} الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى {١٨} وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى {١٩} إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى {٢٠} وَلَسَوْفَ يَرْضَى {٢١} } [الليل: ١٢-٢١] .
{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} [الليل: ١٢] يعني: البيان، قال الزجاج: علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال.
وهو قول قتادة: على الله البيان، بيان حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته.
{وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى} [الليل: ١٣] يعنى الدارين، والمعنى: لنا ملكهما، فليطلبا منا.
فأنذرتكم يا أهل مكة، نارًا تلظى تتوقد، وتتوهج.
١٣٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، نا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ حَتَّى لَوْ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ فِي أَقْصَى السُّوقِ لَسَمِعَهُ، أَسْمَعَ النَّاسَ صَوْتَهُ»
{لا يَصْلاهَا إِلا الأَشْقَى} [الليل: ١٥] يعني: المشرك، الذي كذب الرسول والقرآن، وتولى أعرض عن الإيمان.
وسيجنبها سنبعدها، ويجعل منها على جانب، الأتقى يعني: أبا بكر في قول الجميع.
ثم وصفه، فقال: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [الليل: ١٨] يطلب أن يكون عند الله زاكيًا، لا يطلب رياء، ولا سمعة.
{وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} [الليل: ١٩] قال المفسرون: لما اشترى أبو بكر، رضي الله عنه، بلالًا من صاحبه، وكان قد سلح على الأصنام، فأسلمه مولاه إلى المشركين ليعذبوه بما فعل، فاشتراه أبو بكر وأعتقه، فقال المشركون: ما فعل هذا أبو بكر إلا ليد كانت عنده لبلال، أراد أن يجزيه بها.
فقال الله: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} [الليل: ١٩] أي: لم يفعل ما فعل ليد أسديت إليه، ولكنه ابتغى وجه الله، وهو قوله: {إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى} [الليل: ٢٠] أي: إلا طلب ثواب الله الآجل بصفاته الكريمة.
١٣٧٢ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مِيكَالَ، أنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ،