ثم رد الله تعالى عليهم هذا، فقال: كلا أي: ليس الأمر الذي ينبغي أن تكونوا عليه التكاثر، ثم أوعدهم فقال: سوف تعلمون ثم وكد ذلك وكرره، فقال:{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}[التكاثر: ٤] قال الحسن، ومقاتل: هو وعيد بعد وعيد، والمعنى: سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم، إذا نزل بكم الموت.
{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ}[التكاثر: ٥] كلام آخر، يقول: لو تعلمون الأمر علمًا يقينًا، لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر والتفاخر، وجواب لو محذوف وهو ما ذكرنا.
ثم أوعدهم وعيدًا آخر، فقال:{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}[التكاثر: ٦] وقرأه العامة بفتح التاء، وقرئ بضمها من أريته الشيء، والمعنى: أنهم يحشرون إليها فيرونها.
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}[التكاثر: ٧] أي: مشاهدة، تقول: لترون الجحيم بأبصاركم على البعد منكم، ثم لترونها مشاهدة.
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[التكاثر: ٨] قال مقاتل: يعني كفار مكة، كانوا في الدنيا في الخير والنعمة، فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه، ولم يشكروا رب النعم، حيث عبدوا غيره، وأشركوا به، ثم يعذبون على ترك الشكر بتوحيد المنعم.
وهذا قول الحسن.
قال: لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار.
وقال قتادة: إن الله سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه.