للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} [البقرة: ٢٨٦] قال الحسن: معناه: قولوا ربنا.

على التعليم للدعاء.

ومعنى {لا تُؤَاخِذْنَا} [البقرة: ٢٨٦] لا تعاقبنا، إن نسينا أي: تركنا شيئا من اللازم لنا، {أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: ٢٨٦] قال أبو عبيدة: يقال: أخطأ وخطئ لغتان.

ومعنى أخطأنا ههنا: أثمنا وتعمدنا الإثم، {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} [البقرة: ٢٨٦] أي: عهدا وميثاقا لا نطيقه ولا نستطيع القيام به، {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: ٢٨٦] أي: على اليهود، فلم يقوموا به، وهذا قول قتادة ومجاهد والسدي.

قوله: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: ٢٨٦] أي: من العذاب، كأنهم سألوا الله أن لا يعذبهم بالنار، فإنه لا طاقة لأحد مع عذاب الله تعالى، {وَاعْفُ عَنَّا} [البقرة: ٢٨٦] أي: تجاوز عنا، واغفر لنا أي: استر ذنوبنا، وارحمنا أي: تلطف بنا، أنت مولانا أي: ناصرنا والذي يلي علينا أمورنا، {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: ٢٨٦] في إقامة الحجة عليهم وفي غلبتنا إياهم، حتى يظهر ديننا على الدين كله كما وعدتنا.

١٣٨ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: ٢٨٦] حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَكُلَّمَا قَالَهَا جِبْرِيلُ قَالَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَبَّ الْعَالَمِينَ: قَدْ فَعَلْتُ "

<<  <  ج: ص:  >  >>