للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيما فعل من نصرة المؤمنين، {لَعِبْرَةً} [آل عمران: ١٣] العبرة: الاعتبار، وهي الآية التي يعبر بها من منزلة الجهل إلى العلم، وأصله من العبور، وهو النفوذ من جانب إلى جانب، لأن المعتبر بالشيء تارك جهله وواصل إلى علمه بما رأى.

وقوله: {لأُولِي الأَبْصَارِ} [آل عمران: ١٣] أي: لأولي العقول، يقال: لفلان بصر بهذا الأمر.

أي: علم ومعرفة.

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: ١٤] قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: ١٤] أي: بما جعل في طباعهم من الميل إلى هذه الأشياء محنة كما قال عز وجل: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ} [الكهف: ٧] .

و {الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: ١٤] : جمع شهوة، وهي توقان النفس إلى الشيء ميلا إليه.

{وَالْقَنَاطِيرِ} [آل عمران: ١٤] جمع قنطار، وهو المال الكثير، حكى أبو عبيدة عن العرب أنهم يقولون: هو وزن لا يحد.

قال مجاهد: هو سبعون ألف دينار.

وقال معاذ بن جبل: القنطار: ألف ومائتا أوقية.

وقال الضحاك: اثنا عشر ألف درهم أو ألف دينار.

وقال أبو نضرة: هو ملء مسك ثور ذهبا.

و {الْمُقَنْطَرَةِ} [آل عمران: ١٤] قال قتادة: المال الكثير بعضه على بعض.

وقوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} [آل عمران: ١٤] الخيل: جمع لا واحد له من لفظه، كالقوم والنساء والرهط.

فأما المسومة فقال ابن عباس في رواية

<<  <  ج: ص:  >  >>