البصريين: هذا محمول على المعنى كأن معنى قوله: «آمنوا خيرا لكم» : ائتوا خيرا لكم.
وقوله: وإن تكفروا أي: بتكذيب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[النساء: ١٧٠] ملكا واقتدارا عليه، أي: أنه غني عنكم وعن إيمانكم، {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا}[النساء: ١٧٠] بما يكون منكم من إيمان وكفر، حكيما: في تكليفكم مع علمه بما يكون منكم.
قوله جل جلاله: يأهل الكتاب يريد: النصارى: {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}[النساء: ١٧١] أي: لا تتجاوزوا حد الحق، يقال: غلا يغلو غلوا إذا جاوز الحق.
والنصارى غلت في المسيح، فجاوزوا به منزلة الأنبياء حتى جعلوه إلها، وذلك أن الماريعقوبية، نصارى أهل نجران، قالوا: عيسى هو الله.
وقالت النسطورية: هو ابن الله.
وقال المرقوسية: هو ثالث ثلاثة.
فأنزل الله تعالى:{يَأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}[النساء: ١٧١] .