والعقود أوكد العهود، جمع العقد، بمعنى المعقود، وهو الذي أحكم، وما فرضه الله علينا فقد أحكم ذلك، ولا سبيل إلى نقضه بحال.
وقال مقاتل بن حيان: أوفوا بالعقود: بالعهود التي عهد الله إليكم في القرآن مما أمركم من طاعته أن تعملوا بها، ونهيكم الذي نهاكم عنه، وبالعهد الذي بينكم وبين المشركين، وفيما يكون من العهد بين الناس.
ثم ابتدأ كلاما آخر فقال:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ}[المائدة: ١] والبهيمة اسم لكل ذي أربع من دواب البر والبحر، وقال الزجاج: كل حي لا يميز فهو بهيمة.
والأنعام جمع النعم، وهي الإبل والبقر والغنم وأجناسها.
والمراد ب بهيمة الأنعام: الأنعام، وزاد ذكر البهيمة للتأكيد، كما يقال نفس الإنسان.
وهذا قول الحسن، والربيع، والضحاك، والسدي، وابن عباس في رواية عطاء، قالوا: هي الأنعام كلها.
وقال في رواية الكلبي: بهيمة الأنعام: وحشها كالظباء وحمر الوحش.
وقوله:{إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}[المائدة: ١] أي: إلا ما يقرأ عليكم في القرآن مما حرم عليكم، وهو قوله:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}[المائدة: ٣] الآية.
وقوله:{غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}[المائدة: ١] يقال: رجل حرام وقوم حرم، أي: محرمون والمعنى: إلا أن تحلوا الصيد في حال الإحرام فإنه لا يحل لكم إذا كنتم محرمين.
وقوله:{إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}[المائدة: ١] قال الزجاج: أي: الخلق له، يحل منه ما يشاء لمن يشاء، ويحرم ما يريد.
قوله عز وجل:{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ}[المائدة: ٢] قال أبو عبيدة: الشعائر في كلام العرب: الهدايا المشعرة، أي المعلمة.
وقال الزجاج: هي ما أشعر أي أعلم ليهدى إلى بيت الله الحرام.