للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ} [البقرة: ٣١] : معنى العرض فِي اللغة: الإظهار، ومنه عرض الجارية، وعرض الجند، يقال: عرضت المتاع على البيع، إذا أظهرته للمشتري.

قال الله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: ١٠٠] قال الفراء: أي: أبرزها حتى رأوها.

قال مقاتل: إن الله تعالى خلق كل شيء، الحيوان والجماد، ثم علم آدم أسماءها، ثم عرض تلك الشخوص الموجودات على الملائكة، ولذلك قال: ثم عرضهم، لأنه كنى عن المسمين والمسميات، وكان فيهم من يعقل من الجن والإنس والملائكة.

وقوله: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ} [البقرة: ٣١] أي: أخبروني، والنبأ: الخبر، وهذا أمر تعجيز، أراد الله تعالى أن يبين عجزهم عن علم ما يرون ويشاهدون، فلا يظنون أنهم أعلم من الخليفة الذي يجعله الله فِي الأرض.

وقوله تعالى: إن كنتم صادقين: قال قتادة، والحسن: إن كنتم صادقين أنني لا أخلق خلقا إلا كنتم أعلم منه وأفضل منه.

فقالت الملائكة إقرارا بالعجز واعتذارا: سبحانك قال ابن عباس: تنزيها لك، وتعظيما عن أن يعلم الغيب أحد سواك.

وقيل: تنزيها لك عن الاعتراض عليك فِي حكمك.

وهو منصوب على المصدر عند الخليل والفراء إذا قلت: سبحان الله.

فكأنك قلت سبحت الله تسبيحا وسبحانا.

فجعل السبحان فِي موضع التسبيح، كما تقول: كفرت عن يميني تكفيرا وكفرانا، وكلمته كلاما، وسلمت سلاما.

قال الله تعالى: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا} [الأحزاب: ٤٩] .

قال سيبويه: يقال: سبحت الله تسبيحا، وسبحانا.

فالمصدر: تسبيح، وسبحان: اسم يقوم مقام المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>