قوله:{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ}[المائدة: ١١٠] مفسر في { [البقرة وآل عمران إلى قوله:] وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ}[سورة المائدة: ١١٠] أي: منعتهم عن قتلك {إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}[المائدة: ١١٠] يعني: ما ذكر في هذه الآية من معجزات عيسى عليه السلام، {فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ}[المائدة: ١١٠] أي: ما هذا الذي جئت به إلا سحر.
ومن قرأ: إلا ساحر أشار به إلى الشخص، يعني: عيسى.
قوله:{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ}[المائدة: ١١١] قال عامة المفسرين: أي: ألهمتهم، كما قال:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}[النحل: ٦٨] أي: ألهمها وقذف في قلوبها، وباقي الآية ظاهر.
قوله:{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}[المائدة: ١١٢] قال ابن الأنباري: لا يجوز لأحد أن يتوهم على الحواريين أنهم شكوا في قدرة الله، ولا يدل قولهم:{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}[المائدة: ١١٢] على أنهم شكوا في استطاعته، وهذا كما يقول الإنسان لصاحبه: هل تستطيع أن تقوم معي؟ وهو يعلم أنه مستطيع للقيام، لكنه يريد: هل يسهل عليك؟ وهل يخف عليك؟ وكذلك في الآية: هل يقبل ربك دعاءك، وهل يسهل عليك إنزال المائدة؟ وقرأ الكسائي: تستطيع بالتاء، ربَّك نصبا على معنى: هل تستطيع سؤال ربك، ومرادهم بالاستفهام: التلفظ في استدعاء السؤال، كما تقول لصاحبك هل تستطيع كذا؟ وأنت عالم أنه يستطيع، ولكن قصدك بالاستفهام التلفظ.