قال الزجاج: أعلم الله تعالى أنه خالق ما ذكر في هذه الآية، وأن خالقها لا شيء مثله , ثم أعلم أن الكفار يجعلون له عدلا فيعبدون الحجارة والموات.
قوله:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}[الأنعام: ٢] قال ابن عباس: يعني: آدم، والخلق من نسله، {ثُمَّ قَضَى أَجَلا}[الأنعام: ٢] يعني: أجل الحياة إلى الموت {وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}[الأنعام: ٢] يعني: أجل الموت إلى البعث وقيام الساعة.
وهذا قول ابن عباس، والحسن، وسعيد بن المسيب، وقتادة، والضحاك، ومقاتل.
قال ابن عباس: إن الله تعالى قضى لكل نفس أجلين، من مولده إلى موته ومن موته إلى مبعثه، فإذا كان الرجل صالحا واصلا لرحمه زاد الله له في أجل الحياة من أجل الممات إلى البعث، وإذا كان غير صالح ولا واصل لرحمه نقصه الله من أجل الحياة وزاد في أجل البعث، وذلك قوله:{وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ}[فاطر: ١١] .
ثم أنتم يا معشر المشركين بعد هذا البيان تمترون تشكون وتكذبون بالبعث.
قوله:{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ}[الأنعام: ٣] قال الزجاج، وابن الأنباري: هو المعبود في السموات والأرض، كما تقول: هو الخليفة في الشرق والغرب.
{يَعْلَمُ سِرَّكُمْ}[الأنعام: ٣] : ما تسرون مما لا يطلع عليه غيركم، {وَجَهْرَكُمْ}[الأنعام: ٣] : ما تجهرون به وتعلنونه، {وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}[الأنعام: ٣] معنى الكسب: الفعل لاجتلاب نفع أو دفع ضر، ولهذا لا يوصف فعل الله سبحانه بأنه كسب.