تأتينا بكتاب من عند الله معه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله، فنزلت هذه الآية.
والقرطاس: كأنه يتخذ من بردي يكون بمصر، وكل كاغد قرطاس.
قوله: فلمسوه بأيديهم: قال قتادة: فعاينوا ذلك معاينة ومسوه بأيديهم، {لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ}[الأنعام: ٧] قال الزجاج: لو رأوا الكتاب ينزل من السماء لقالوا سحر، أخبر الله سبحانه أنهم يدفعون الدليل حتى لو أتاهم الدليل مدركا بالحس لنسبوه إلى السحر.
قوله:{وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ}[الأنعام: ٨] قال المفسرون: طلبوا ملكا يرونه يشهد، فقال الله تعالى:{وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ}[الأنعام: ٨] لأهلكوا بعذاب الاستئصال.
وقال مجاهد، وعكرمة: لقامت الساعة.
{ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ}[الأنعام: ٨] قال ابن عباس: لا يؤخرون لتوبة، لأنه يجب أن يجروا على سنة من قبلهم ممن طلبوا الآيات فلم يؤمنوا فأهلكوا كعاد وثمود.
قوله:{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا}[الأنعام: ٩] أي: لو جعلنا الرسول ملكا كما يطلبون لجعلناه رجلا: لأنهم لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته، ولذلك كانت الملائكة تأتي الأنبياء في صورة الإنس.
{وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}[الأنعام: ٩] يقال: لبست الأمر ألبسه لبسا.
إذا شبهته وجعلته مشكلا، قال الضحاك: ولخلطنا عليهم ما يخلطون حتى يشكوا فلا يدروا أملك هو أم آدمي؟ ثم عزى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن تكذيب المشركين، فقال:{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ}[الأنعام: ١٠] قال عطاء: فحل.