إذا احتقرته وذممته وعبته، قال ابن قتيبة: مذءوما: مذموما بأبلغ الذم.
مدحورا: منفيا مطرودا، والدحر: الطرد والإبعاد.
وقوله:{لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ}[الأعراف: ١٨] أي: من ولد آدم، واللام لام القسم، على تقدير: والله لمن تبعك منهم {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ}[الأعراف: ١٨] قال ابن عباس: لمن أطاعك منهم {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ}[الأعراف: ١٨] يعني المشركين والمنافقين والكافرين وقرناءهم من الشياطين.
{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}[الأعراف: ١٩] الآية مفسرة في { [البقرة، وقوله:] فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ}[سورة الأعراف: ٢٠] الوسوسة حديث النفس، قال الله تعالى:{وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}[ق: ١٦] ، والمعنى: حدثهما الشيطان في أنفسهما ليبدي لهما: هذه لام العاقبة، وذلك أن عاقبة تلك الوسوسة أدت إلى ظهور عورتهما، وإنما كانت الوسوسة للمعصية، لا لظهور العورة، ولكن تأدت العاقبة إلى ذلك فصار كقوله:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ}[القصص: ٨] ليكون له عدوا.
وقوله:{مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْءَاتِهِمَا}[الأعراف: ٢٠] أي: ما ستر، من الموارا ومنه قوله:{يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ}[المائدة: ٣١] .
قال ابن عباس: كانا قد ألبسا ثوبا يستر العورة منهما، فلما عصيا تهافت عنهما ذلك الثوب.
{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ}[الأعراف: ٢٠] لا تموتان إلى يوم القيامة، كما لا تموت الملائكة، والتقدير: إلا أن لا تكونا، وعند البصريين: إلا كراهة أن تكونا ملكين {أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}[الأعراف: ٢٠] أي: لا تموتان فتبقيان أبدا.
وقاسمهما: قال ابن عباس، وقتادة: حلف لهما بالله حتى خدعهما، وإنما يخدع المؤمن بالله تعالى، قال إبليس: إني خلقت قبلكما، وأن أعلم منكما، فاتبعاني أرشدكما.
وكان بعض أهل العلم يقول:«إنه من خادعنا بالله خدعنا» .