وقال الكلبي: الزينة ما وارى العورة عند كل مسجد كطواف أو صلاة.
وقال طاوس: لم يأمرهم بالحرير ولا الديباج، ولكن كان أهل الجاهلية يطوف أحدهم بالبيت عريان، ففي ذلك يقول:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١] .
وهذا قول جماعة المفسرين.
وقوله: وكلوا واشربوا كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام في أيام حجهم إلا قوتا، ولا يأكلون دسما، يعظمون بذلك حجهم، فقال المسلمون: نحن أحق أن نفعل.
فقال الله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}[الأعراف: ٣١] بتحريم ما أحللت لكم من اللحم والدسم، {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف: ٣١] يعني: الكافرين الذين فعلوا ذلك.
قوله:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}[الأعراف: ٣٢] أي: من حرم أن تلبسوا في طوافكم ما يستركم؟ {وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}[الأعراف: ٣٢] يعني: ما حرموه على أنفسهم أيام حجهم من اللحم والدسم، {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الأعراف: ٣٢] قال الفراء: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الأعراف: ٣٢] مشتركة، وهي لهم في الآخرة خالصة.