للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرواحهم.

{قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأعراف: ٣٧] سؤال تبكيت وتقريع، {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} [الأعراف: ٣٧] بطلوا وذهبوا، {وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأعراف: ٣٧] اعترفوا عند معاينة الموت، وأقروا على أنفسهم بالكفر.

قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ} [الأعراف: ٣٨] أي: قال الله لهم ادخلوا في أمم، يعني: مع أمم كافرة {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} [الأعراف: ٣٨] من هذه الأمم النار، لعنت أختها يعني التي تسبقها إلى النار، وهي أختها في الدين لا في النسب، قال ابن عباس: يريد: يلعنون من كان قبلهم.

وقال الزجاج: لعنت أختها لأنهم ضل بعضهم بإتباع بعض.

{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا} [الأعراف: ٣٨] تداركوا وتلاحقوا فيها {جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ} [الأعراف: ٣٨] يعني: آخرهم دخولا النار وهم الأتباع، لأولاهم دخولا النار وهم القادة والرؤساء: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا} [الأعراف: ٣٨] قال ابن عباس: لأنهم شرعوا لنا أن نتخذ من دونك إلها، {فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [الأعراف: ٣٨] أَضْعِفْ عليهم العذاب، بأشد ما تعذبنا به، قال: الله تعالى: لكل ضعف أي: للتابع والمتبوع عذاب مضاعف، لأنهم قد دخلوا في الكفر جميعا، {وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٣٨] ما لكل فريق من الكافرين منكم من العذاب.

{وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ} [الأعراف: ٣٩] قالت الرؤساء للأتباع: {فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} [الأعراف: ٣٩] تخفيف من العذاب، لأنكم كفرتم كما كفرنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>