قوله تعالى:{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ}[الأعراف: ٣٨] أي: قال الله لهم ادخلوا في أمم، يعني: مع أمم كافرة {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ}[الأعراف: ٣٨] من هذه الأمم النار، لعنت أختها يعني التي تسبقها إلى النار، وهي أختها في الدين لا في النسب، قال ابن عباس: يريد: يلعنون من كان قبلهم.
وقال الزجاج: لعنت أختها لأنهم ضل بعضهم بإتباع بعض.
{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا}[الأعراف: ٣٨] تداركوا وتلاحقوا فيها {جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ}[الأعراف: ٣٨] يعني: آخرهم دخولا النار وهم الأتباع، لأولاهم دخولا النار وهم القادة والرؤساء:{رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا}[الأعراف: ٣٨] قال ابن عباس: لأنهم شرعوا لنا أن نتخذ من دونك إلها، {فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ}[الأعراف: ٣٨] أَضْعِفْ عليهم العذاب، بأشد ما تعذبنا به، قال: الله تعالى: لكل ضعف أي: للتابع والمتبوع عذاب مضاعف، لأنهم قد دخلوا في الكفر جميعا، {وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٨] ما لكل فريق من الكافرين منكم من العذاب.