ثم استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق
وخص العرش بالإخبار عن الاستيلاء عليه لأنه أعظم المخلوقات.
وقوله:{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}[الأعراف: ٥٤] ، وقرئ: بالتشديد والإغشاء والتغشية إلباس الشيء بالشيء، قال الزجاج: والمعنى: أن الليل يأتي على النهار ويغطيه، ولم يقل: ويغشي النهار الليل، لأن في الكلام دليلا عليه، وهذا كما قال:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}[النحل: ٨١] ولم يذكر البرد للعلم به، وقوله: يطلبه حثيثا: الحثيث: المعجل السريع، يقال: حثثت فلانا إذا أمرته بالعجلة، قال ابن عباس: يطلب الليل النهار لا غفلة له.
والمعنى: أن الليل يستمر في طلب النهار على منهاج من غير فتور يوجب التأخر عن وقته.
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}[الأعراف: ٥٤] أي: وخلق هذه الأشياء جاريات في مجاريها بأمر الله تعالى، ومعنى تسخيرهن: تذليلهن لما يراد منها من طلوع وسير وأفول على حسب إرادة المدبر فيهم، وقرأ ابن عامر كلها بالرفع على الاستئناف، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ}[الأعراف: ٥٤] لأنه خلقهم، والأمر، له أن يأمر في خلقه بما يشاء، {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف: ٥٤] قال ابن عباس: تبارك الله، أي: ارتفع، والمتبارك: المرتفع.
وقال ابن الأنباري: تبارك الله: باسمه يتبرك في كل شيء.
وقال أهل المعاني: تبارك الله، استحق التعظيم فيما لم يزل ولا يزال.