للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف: ١٦٩] قال المفسرون: هذا إخبار عن حرصهم على الدنيا وإصرارهم على الذنوب، إذا أشرف لهم شيء من الدنيا أخذوه حلالا كان أو حراما، ويتمنون على الله المغفرة، وإن وجدوا من الغد مثله أخذوه، قال الله تعالى: {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ} [الأعراف: ١٦٩] قال ابن عباس: وكد الله عليهم في التوراة ألا يقولوا على الله إلا الحق، فقالوا الباطل، وهو ما أوجبوا على الله من مغفرة ذنوبهم التي لا يتوبون منها، وليس في التوراة ميعاد المغفرة مع الإصرار.

{وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} [الأعراف: ١٦٩] وقرأوا ما فيه فهم ذاكرون لذلك، ولو عقلوا لعملوا للدار الآخرة، وهو قوله: {وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأعراف: ١٦٩] .

قوله: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: ١٧٠] يقال: مسكت بالشيء وتمسكت به واستمسكت به وامتسكت به.

وروى أبو بكر، عن عاصم: يُمْسِكون مخففة، وهو رديء لأنه لا يقال أمسكت بالشيء، وإنما يقال: أمسكت الشيء.

ومعنى يمسكون بالكتاب: يؤمنون به ويحكمون بما فيه، قال عامة المفسرين: نزلت في بني إسرائيل مؤمني أهل الكتاب.

{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأعراف: ١٧١] قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ} [الأعراف: ١٧١] أي: رفعناه باقتلاع له من أصله، يقال: نتقه ينتقه نتقا.

إذا قلعه من أصله.

وقوله: كأنه ظلة: كل ما أظلك من سقفِ بيت أو سحابة أو جناحِ حائط فهو ظلة والجمع ظلل، وقوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} [الأعراف: ١٧١] أي: علموا وأيقنوا، وذكرنا تفسير هذه الآية في { [البقرة عند قوله:] وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} [سورة البقرة: ٦٣] الآية.

٣٧٠ - أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْميرَادِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، نا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ لأَيِّ شَيْءٍ سَجَدَتِ الْيَهُودُ عَلَى حَرْفِ جِبَاهِهَا لَمَّا رَفَعَ اللَّهُ الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ سَجَدُوا، فَجَعَلَ أَحَدُهُمْ يَنْظُرُ بِشِقِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ مَتَى يَقَعُ عَلَيْهِ الْجَبَلُ فَكَانَتْ سَجْدَةٌ رَضِيَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُمْ فَاتَّخَذُوهَا سُنَّةً

وباقي الآية مفسرة في { [البقرة.

]

<<  <  ج: ص:  >  >>