قوله تعالى: من ظهورهم: قال الزجاج: هو بدل من بني آدم، المعنى: وإذ أخذ ربك من ظهور بني آدم.
وقال الكتاني: لم يذكر ظهر آدم، وإنما أخرجوا جميعا من ظهره، لأن الله تعالى أخرج ذرية آدم بعضهم من ظهور بعض على نحو ما يتوالده الأبناء من الآباء، فاستغنى عن ذكر آدم لما علم أنهم كلهم بنوه وأخرجوا من ظهره.
قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: لما خلق الله آدم مسح ظهره، فأخرج من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى.
فنودي يومئذ أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة.
وقال مقاتل: إن الله مسح صفحة ظهر آدم اليمنى، فأخرج منها ذرية بيضاء كهيئة الذر يتحركون، ثم مسح صفحة ظهره اليسرى، فأخرج منها ذرية سوداء كهيئة الذر يتحركون، فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك، ثم قال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى.
فقال للبيض: هؤلاء في الجنة برحمتي وهم أصحاب اليمين.
وقال للسود: هؤلاء في النار ولا أبالي وهم أصحاب الشمال.
ثم أعادهم جميعا في صلبه، فأهل القبور محبوسون حتى يخرج أهل الميثاق كلهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء.
قال الله تعالى: فيمن نقض العهد الأول: {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ}[الأعراف: ١٠٢] ، وهذا قول جماعة المفسرين، وقالت طائفة