على طريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليفتكوا به فسلمه الله منهم.
وقال جماعة من المفسرين: طلبوا صد أصحابك عن الدين، وردهم إلى الكفر، وتخذيل الناس عنك قبل هذا.
{وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ}[التوبة: ٤٨] ، واجتهدوا في الحيلة عليك، والكيد بك وأداروا الأمور ليردوا أمرك، {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ}[التوبة: ٤٨] حتى أخزاهم الله بإظهار الحق وإعزاز الدين على رغم منهم وكره، وهو قوله:{وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}[التوبة: ٤٨] .
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ {٤٩} إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ {٥٠} قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {٥١} قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ {٥٢} } [التوبة: ٤٩-٥٢] قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي}[التوبة: ٤٩] نزلت في الجد بن قيس المنافق، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هل لك في جهاد بني الأصفر؟ يعني الروم، تتخذ منهم سراري ووصفاء.
فقال: ائذن لي في القعود عنك، ولا تفتني بذكر النساء فقد علم قومي أني مغرم بهن، وأني أخشى أن لا أصبر عنهن.
قال ابن عباس: اعتل جد بن قيس بقوله: ولا تفتني.
ولم يكن له علة إلا النفاق.
قال الله عز وجل:{أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}[التوبة: ٤٩] أي: في الشرك والإثم وقعوا بنفاقهم، وخلافهم أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن كيسان: أراد اعتلالهم بالباطل هو الفتنة لأنه الشرك والكفر.
{وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}[التوبة: ٤٩] قال يمان: وهي محدقة بمن كفر بالله جامعة لهم.
وقوله:{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ}[التوبة: ٥٠] نصر وغنيمة، تَسُؤْهُمْ، وتحزنهم، {وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ}[التوبة: ٥٠] من القتل والهزيمة، {يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ}[التوبة: ٥٠] أي: قد عملنا بالحزم حين تخلفنا، فسلمنا مما وقعوا فيها، وَيَتَوَلَّوْا يعرضوا عن الإيمان، وَهُمْ فَرِحُونَ معجبون بما فعلوا.
قوله:{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا}[التوبة: ٥١] قل لهم يا محمد لن يصيبنا خير وشر وشدة ورخاء {إِلا