إذا عبته، وكذلك هَمَزْتُهُ، والهمزة واللمزة الذي يغتاب الناس ويغضّهم، أي: يعيبك في أمر الصدقات وتفريقها، ويطعن عليك فيها، يعني: المنافقين كانوا يقولون: لا يعطيها محمد إلا من أحب.
قال الضحاك: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم بينهم ما آتاه الله من قليل المال وكثيره، فكان المؤمنون يرضون بما أعطوا ويحمدون الله عليه، وأما المنافقون فإن أعطوا كثيرا فرحوا، وإن أعطوا قليلا سخطوا، وذلك قوله:{فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا}[التوبة: ٥٨] الآية.
{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}[التوبة: ٥٩] أي: قنعوا بما قسم لهم رسول الله، {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ}[التوبة: ٥٩] ما نحتاج إليه، {إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}[التوبة: ٥٩] في الزيادة، لكان خيرا لهم وأعود عليهم.
وهذا جواب لو، وهو محذوف في اللفظ.
ثم بين لمن الصدقات فقال: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ يعني صدقات الأموال، لِلْفُقَرَاءِ