منهم. قال تعالى:{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} ١ إذا عرف المسلم هذا فإن الداعية يهتم، ويشمر عن ساعده ويخوض غمار الدعوة، بل يغوص في أعماقها، إن الأمة الإسلامية قد ابتليت في العصر الحديث بتحديات كثيرة كادت أن تهدد هويتها، وظهرت هذه التحديات في صور شتى، فقد وجد من يدعو إلى التشكيك في القرآن الكريم، وصلاحية الشريعة الإسلامية ومبادئها للتطبيق، وسعى دعاة الهدم والإفساد إلى تشويه سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولم يقفوا عند هذا الحد بل سعوا أيضًا إلى إبعاد الحياة الاجتماعية عن القيم الإسلامية، فدعوا إلى ما سموه تحرير المرأة المسلمة عن طريق الدعوة إلى إلغاء الحجاب وغيره من المخالفات، والدعوات المنحرفة الكثيرة والكثيرة جدًّا، لذا فهي تحتاج إلى من يتصدى لها من أمثالكم أيها الدعاة المخلصون.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق الدعاة في مشارق الأرض، ومغاربها إلى القيام بما أوجب الله عليهم من نشر هذا الدين والدعوة إليه، وأن يجمع شمل الدعاة على الحق، وأن يوحد كلمتهم ويؤلف بين قلوبهم، وأن يجعلهم هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.