وعد ربه، المتوكل عليه سبحانه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل الرزق والأجل محدودين لكل إنسان، حتى لا تشغل هموم الرزق والأجل، وخشية الموت مؤمنا عن طاعة الله، فالرزق مضمون والأجل محدود، ونحن مكلفون أن نمارس منهاج الله في واقعنا الجديد على نفس النهج، والسنة التي رسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتبعه صحابته الأبرار وأئمة المسلمين، مرة أخرى أقول: هذا البحث عام، لا يخص المنتسبين لمكاتب الدعوة والوعظ فقط لكن مسئوليتهم أكبر، وعمل الدعوة مطلوب منهم أكثر من غيرهم؛ لأنهم قد فرغوا لذلك العمل، وأخذوا عليه أجرًا، يليهم في المسئولية العلماء والقضاة، وأئمة المساجد، والمسئولون عن التربية والتعليم: المعلم ومدير المدرسة وغيرهم من منسوبي وزارة المعارف "التربية والتعليم"، فمسئولية القيام بالدعوة ونشر هذا الدين وتعليمه، والصبر على الأذى فيه مسئولية الجميع، فلو أن كل واحد قام بما يجب عليه في محيطه، وفي مجتمعه وفي مكان عمله، وسكنه لم يبق جاهل بأمر دينه، فلنبدأ جميعًا: الإمام في مسجده، والعالم في مكانه، والقاضي في محكمته ومحيطه، والمدرس في مدرسته، وكذلك المتفرغون للدعوة وجميع منسوبي وزارات الشئون الإسلامية، فهي أهم مرفق ومديروها هم الذين يحركون الدعوة في الداخل والخارج. إن هؤلاء جميعا ليس لهم الخيار في أن يقوموا بهذا العمل أو يتركوه، فهو واجب على الجميع، أينما كانوا وحيثما حلوا، في أي زمان ومكان، وإن حصل التقاعس والسكون عن المنكرات حتى ظهرت واستشرى شرها وعم وطم ضررها، وركن الجميع إلى الدعة والراحة والسكون، فإن الله قد تكفل بتنحيتهم وتغييرهم بأفضل