للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الداعية دون معارض وحتى يعيش الناس في ظل الإسلام، فيشعر الإنسان كل إنسان بقيمة وجوده، بعدها يشعر بطيب العيش وراحة البال، والأمن والأمان وختاما لهذا الموضوع أرجو أن لا يفهم منه خلاف المقصود، كما هو حاصل الآن عند بعض طلبة العلم الصغار هداهم الله من سب، وتجريح لعلماء أفاضل عرفوا بالعلم، والورع وحب الخير والإصلاح، بل حتى الموتى لم يسلموا من شرهم، وتجريحهم والحط من قدرهم، وإنكار علمهم وفضلهم، قد صبوا جام غضبهم على هؤلاء العلماء الأفاضل، وكأنه لا يوجد غيرهم عدوا للإسلام في نظرهم، والعدو الحقيقي للإسلام يتفرج بل يوقد نار الحرب من بعيد وقريب.

كما لا يفهم مما سبق أيضًا، أن الداعية إذا عاش في بلد تسوده الفوضى وعدم الاستقرار أن لا يتحرك، ولا يدعو إلى الله؟! بل قد تكون مثل هذه الظروف مكان خصب للدعوة، وسبب لقبول الناس لها فرارا مما هم فيه من الظلم والبؤس الذي يعيشونه، فقد بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوته في أوساط اجتماعية تسودها الفوضى، وعدم الاستقرار والظلم والجهل، ومع ذلك غير هذه المجتماعات في وقت وجيز حتى انتشر هذا الدين، وبانتشاره ساد الأمن والسلام ربوع البلاد التي وصلها الإسلام والحمد لله.

<<  <   >  >>