للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى آخر ويقدمون أوراحهم ودماءهم الزكية رخيصة، طاعة لله، يشعرون مع هذا التعب وهذا الجهد والخطر الذي يتوقعونه بين فترة، وأخرى أن تزهق أرواحهم ومع ذلك كله يشعرون بالراحة النفسية، والسعادة الأبدية لا تعدلها راحة ولا توازيها سعادة، وإذا حطت به الرحال وفتر الجهاد، وقعد المجاهدون تجد هذا المجاهد يشعر بالضيق، وعدم الارتياح "سئل أحد المجاهدين وقد أتى إلى أهله في إجازة قصيرة. لماذا لم تستشهد بعد؟؟ فأجاب لم أكن أهلا للشهادة. فمتى صرت أهلا للشهادة لا شك أن الله سيكرمني بها.

والدعاية عمله أخف وأقل خطورة من المجاهد المقارع للأعداء الذي يتوقع بين فترة، وأخرى أن تزهق روحه، وأن يدنو أجله ومع ذلك تجده يخوض المعارك، ويقتحم المهالك عله ينال الشهادة ومع ذلك فهو قوي النفس قوي العزيمة عالي الهمة كلما سمع هيعة ذهب إليها. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة، أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه ... " الحديث١.

فكن أيها الداعية مثل أخيك المجاهد، في الدعوة إلى الله وتبليغ رسالة ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وخالق الناس بخلق حسن وخالط الناس، واصبر على أذاهم فإن النصر مع الصبر، والداعية أينما كان مطلوب منه عمل وتقارير واقتراحات، وما لديه من سلبيات وإيجابيات أثناء ممارسته العمل في الميدان لتقويم العمل، وتطويره والرفع من مستواه ومعالجة السلبيات وتطوير الإيجابيات، كل ذلك يحتاج من


١ رواه مسلم، كتاب الإمارة: "١٨٨٩".

<<  <   >  >>