للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإخلاص الذي يريده الله سبحانه وتعالى، ويتوقف عليه قبول العمل هو إفراد الله سبحانه بالطاعة والعبادة، وقصده بها دون سواه، وتجريد النية وتصفيتها من جميع الشوائب، لا يقصد بذلك المدح والثناء، أو أي معنى آخر سوى التقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} ١.

والإخلاص مصدره نية القلب، والنية هي معيار الأعمال ومقياسها العادل، فالطاعات تتفاوت بتفاوت النية: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" ٢.

وقبول العمل عند الله عز وجل يكون بشرطين أساسيين:

أ- الإخلاص لله وحده.

ب- المتابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم.

فالداعية يجب عليه أن يبتغي بدعوته للأفراد والجماعات، وجه الله سبحانه وتعالى. كما يجب على الداعية أن يبتعد عن الرياء والسمعة، وأن يخلص العمل لله وحده، ولا يقصد من دعوته تكوين جماعة أو حزب، فإذا أخلص الداعية عمله لله، ورزق المدعو الاستقامة، فإن الله تعالى يكتب للداعية مثل أجر المدعو، ولا ينقص من أجره شيئًا. ففي الحديث: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه غير أنه لا ينقص من أجورهم شيئًا". الحديث٣.

فأخلص أخي الداعية العمل لله. قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ٤، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-


١ سورة الزمر، الآية: ١٤.
٢ رواه مسلم، كتاب الإمارة: "١٩٠٧"، ورواه البخاري، كتاب الوحي: رقم "١".
٣ رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه، والنووي على مسلم: "١٦/ ٢٢٧".
٤ سورة الكهف، من الآية: ١١٠.

<<  <   >  >>