للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الله تبارك وتعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" ١.

فلا بد للداعية أن يجعل الإخلاص نصب عينيه أثناء قيامه بمهام الدعوة، وفي جميع أعماله، ومنها النصيحة فإنها طاعة وعبادة، والعبادة لا تقبل إلا إذا نوى بها وجه الله والدار الآخرة، فعملك معروض على الله لا تخفى منه خافية، فأتقن العمل فإن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملًا أن يتقنه، ثم ثق ثقة تامة أن الله سوف يجازيك على عملك، فإن الأجير يأخذ أجره، إذا أتقن عمله وأنهاه بشرط أن يكون على المواصفات والشروط المطلوبة، فإن أخل العامل بشرط لم يستحق الأجر، فتنبه أخي الداعية، واجعل الإخلاص شعارك فإنه سبيلك إلى النجاح في الدنيا والآخرة، وأختم هذه الموضوع بقصة تبين أن قوة الداعية وتأثيره يمكنان في إخلاصه؛ لأنه يكون عندئذ موصولًا بالله القوي العزيز.

كان عابد من العباد في الأمم السابقة، يعبد الله دهرًا طويلًا، فجاءه قوم فقلوا: إن ههنا قومًا يعبدون شجرة من دون الله تعالى، فغضب لذلك وأخذ فأسه على عاتقه، وقصد الشجرة ليقطعها، فاستقبله إبليس في صورة شيخ، فقال:

أين تريد ... رحمك الله؟

قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة.

قال: وما أنت وذاك؟ تركت عبادتك، واشتغالك بنفسك وتفرغت لغير ذلك.


١ صحيح الإمام مسلم: الزهد "٥٥/ ٥٣٠٠".

<<  <   >  >>