للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: إن هذا من عبادتي.

قال: فإني لا أتركك أن تقطعها.

فقاتله، وما هي إلا لحظات، حتى طرحه العابد على الأرض، وقعد على صدره.

فقال إبليس: أطلقني حتى أكلمك، فقام عنه فقال إبليس: يا هذا ... إن الله تعالى قد أسقط عنك هذا، ولم يفرضه عليك، وأنت لا تعبدها، وما عليك من غيرك؟ ولله أنبياء في أقاليم الأرض، ولو شاء لبعثهم إلى أهلها وأمرهم بقطعها.

فقال العابد: لا بد لي من قطعها. ونابذه القتال، وتصارعا، فغلبه العابد ثانية وصرعه وقعد على صدره، فلما رأى إبليس عجزه وضعفه سلك طريق الاحتيال، وعلم أن هذا الرجل ما دام مخلصًا لله فلن تكون قوة في الأرض تغلبه، أو تثنيه عن عمله ... وبالفعل ... فقد لجأ إلى أن يغيير العابد نيته، وأن يريد غير الله وثوابه.. فقال له:

هل لك في أمر فصل بين وبينك؟ وهو خير لك وأنفع؟

قال العابد: وما هو؟

قال إبليس: أطلقني حتى أقول لك، فأطلقه.

فقال إبليس: أنت رجل فقير لا شيء لك.. إنما أنت كل على الناس يعولونك، ولعلك تحب أن تتفضل على إخوانك وتواسي جيرانك، وتشبع وتستغني عن الناس؟

قال: نعم.

قال: فارجع عن هذا الأمر، ولك علي أن أجعل لك في كل ليلة

<<  <   >  >>