والطالبة فهو الثمرة التي يجب علينا جميعا أن نوصل له العقيدة الصافية، ونغرس الإيمان وحب التضحية، ونشر الدعوة والعلم الجاد في نفوس الأجيال الصاعدة. عند هذا الحد أتساءل من بقي من المسلمين غير مسئول عن الدعوة وتبليغها؟ ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته إنها واجبة على جميع المسلمين كل فيما يخصه، فالكلمة الطيبة دعوة، والقدوة الحسنة دعوة والمعاملة الحسنة دعوة، والصدقة والسعي لسد حاجة الفقير دعوة، وكفالة الأيتام والإنفاق عليهم دعوة، والإنفاق على المشاريع الخيرية دعوة وتوزيع الشريط الإسلامي دعوة، والزيارات للأقارب وغيرهم دعوة، فالدعوة عامة ومجالاتها كثيرة وكثيرة جدًّا فسبيل الدعوة واحد لا يتعدد قد رسمه الحق سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات، وسارت عليه الأنبياء من لدن نوح إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم.
لكن الأساليب متنوعة والطرق متعددة وكثيرة جدًّا، وهذه من الحكمة في الدعوة أن بعضنا يكمل بعضا، فمن أتى ببعض ما يجب عليه في الدعوة وترك البعض الآخر الكفائي لغيره فإنه لا يلام، وكذلك من أتى بما يستطيع وما فتح له فيه من أبواب الجهاد، والدعوة والإنفاق والعلم وغيره، فيكون التكامل والتوازن في الدعوة.
إذًا على كل مسلم أن يسلك الأيسر له، وما يستطيعه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وكل ميسر لما خلق له وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ومن أكثر الأعمال أجرًا عمل الداعية حيث إن أجره يستمر حتى بعد وفاته: قال -صلى الله عليه وسلم: "من دل على هدى كان له