في الداخل وفي الخارج فهي مليئة بأمهات الكتب والمراجع القديم منها والحديث، ومنها يتم التوزيع على المسلمين، وغير المسلمين ممن يريد التعرف على الإسلام، فما عليك أخي الداعية إلا أن تذهب إلى إحدى هذه المكتبات القريبة منك وتنقب وتبحث، وتدون وتسأل وتناقش مع إخوانك وزملائك في العمل الدعوي، فإن العلم ثروة وثمرة يجب أن تحفظه، وتحافظ عليه من النسيان فهو بمثابة الشجرة إن تعاهدتها بالسقي، والإصلاح والعناية وإزالة الشوائب والحشائش نمت، واخضرت وآتت ثمارها يانعة، وإن أهملتها ولم تسقها جفت ويبست وتكسرت، كما أن العلم كذلك، وهو مثل الماء المغمور المجتمع في بئر فإن نزحته، وأخرجت من مائة باستمرار صفا، وتجدد وإن تركته دون تحريك أسن وفسد، فهذان المثلان الأول ينطبق على القراءة، وعدمها والثاني ينطبق على إظهار العلم وتبليغه، أو عدم ذلك، فاختر لنفسك أحد الطريقين واسلك أحد الأمرين لما تقدم من المثلين، واعلم أن الأمة بحاجتك وأن الرب قد كلفك بالدعوة، وسوف يحاسبك ويجازيك على ذلك فلا تجهل بعد العلم، ولا تقصر بعد الجد، ولا تتوقف بعد المسير، ولا تقعد بعد الانطلاق فإن فعلت فهو نكوص، وانتكاسه لا سمح الله {فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ١، والداعية في هذا العصر في أمس الحاجة إلى التميز علمًا ودينًا وخلقًا، وأن يكون واسع الاطلاع عميق العلم قوي الدين دمث الخلق له اهتمام بحفظ المتون، وعناية بسائر العلوم والفنون، وأن يتجه الداعية إلى التأصيل العلمي والشرعي، والفهم المبني على الكتاب والسنة، وأقوال السلف