للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- المعاملة الحسنة:

من آداب النصحية اجتناب التشهير، بذكر أسماء من تنصحهم أو تعظهم، أو تدعوهم إلى الخير، ولا سيما إذا كانت الموعظة، أو النصحية من فوق المنبر، أو في الصحافة، أو الإذاعة، أو في الأندية الرياضية أو الثقافية، أو في الأشرطة أو النشرات؛ لأن ذكر الأسماء سيؤدي إلى التشويش والفوضى، وسيولد العناد في نفس المدعو، ويقطع عليه طريق الاستجابة ويسبب إثارة الأحقاد، والضغائن والبلبلة، والإنشغال بأمور لا فائة منها، إذًا لا داعي لذكر الأسماء كما هو واضح في منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة فقد كان يقول: "ما بال أقوام" ١. ومن حسن المعاملة أن يكون الداعية رفيقًا حكيمًا "وبمعنى آخر فإن الحكمة إتقان العلم، وإجزاء الفعل على وفق ذلك العلم، ومن شاء الله إتياءه هذه الحكمة -أي خلقه مستعدًّا لذلك قابلًا له، من سلامة التفكير واعتدال القوى، والطبائع- يكون قابلا لفهم الحقائق منقادًا إلى الحق إذا لاح له، لا يصده عن ذلك هوى ولا عصبية، ولا مكابرة ولا أنفة"٢.

ومن المعاملة الحسنة النصيحة بالتي هي أحسن، وتكون بينك وبينه٣ وإلا صارت فضيحة. يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى: "والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة، والشفقة عليه والغيرة


١ "ما بال أقوام يشترطون" رواه الإمام البخاري رقم: "٤٥٦" وعن عائشة -رضي الله عنها- قال: خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه" الحديث ... رواه الإمام البخاري: "٦١٠١" وغيره كثير.
٢ عن كتاب مفهوم الحكمة في الدعوة للدكتور: صالح بن حميد.
٣ أي بينك وبين المنصوح سرًّا.

<<  <   >  >>