للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له وعليه، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه ... " انتهى كلامه رحمه الله.

ولا يكاد يفرق بين النصيحة والتعبير إلا النية والأسلوب، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التثريب، والتعنيف حتى في حالة الخطأ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها، ولا يثرب ثم إذا زنت فليجلدها، ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة، فليبعها ولم بحبل من شعر" ١.

يقول الفضيل: "المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير" وقد قيل: "من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيره"، وشتات من قصده النصحية ومن قصده الفضيحة، وعن المعاملة الحسنة يروي معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- قال: صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أماه، ما شأنكم تنظرون؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يصمتونني، فلما رأيتهم يسكتونني سكت. قال: فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي ما ضربني ولا سبني. وفي رواية ما رأيت معلمًا قط أرفق من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير وقراءة القرآن" ٢.

وعن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- قال: كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


١ صحيح الإمام البخاري، كتاب البيوع: "١٨/ ٢٠٠٨".
٢ من حديث طويل عن معاوية بن الحكم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفي سنن أبي داود، الصلاة: "٢/ ٧٩٥".

<<  <   >  >>