للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسم صديقه فسمى به نفسه.

فانظر أخي الداعية وفقك الله: كم وقع الهدية في النفس وحسن الأخلاق والمعاملة الحسنة التي كان يعامل بها الشاب هذا الكافر الذي أسلم فيما بعد، وقبل ما في الكتاب من خير وهداية، وغيره كثير ممن أسلم بسبب كتاب أو كلمة طيبة، أو شريط إسلامي أو تأثر بأخلاق مسلم، وحسن معاملته وصدقه، فبادر أيها الداعية الكريم إلى تقديم الخير والنور للناس أجمعين وخاصة غير المسلمين، فإنهم بحاجة ماسة إلى هذا الدين الذي هو الحياة، والنور والسعادة للبشر قاطبة، فكم دخل في هذا الدين من أناس كانوا من أشد أعدائه، وألد خصومه قبل إسلامهم، حاربوه وناصبوه العداء، وكادوا لأهله، بل قد قتلوا من ظفروا به من المسلمين، ومع ذلك دخلوا في هذا الدين وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيله بعد أن ذاقوا طعم الإيمان وحلاوة الإسلام.

وفي هذا الزمان الذي اختلط فيه المسلمون بغيرهم من الكفار، بل إن غير المسلمين قد وفدوا بكثرة إلى بلاد المسلمين للعمل، مثل: تبادل السفراء والملحقيات العسكرية والثقافية، وغيرها من الشركات التي تعمل في بلاد المسلمين بل إنه قد لا يخلو بيت من بيوت المسلمين من عامل، أو خادمة أو سائق غير مسلم١. سؤال يطرح نفسه.


١ بسبب التبادل التجاري والثقافي والسياحة، والمصالح المشتركة بين دول العالم إذ إن كل دولة لا تستطيع أن تعيش منعزلة، أو منفردة عن الدول الأخرى، لذلك نرى الدول المقاطعة اقتصاديًّا تعاني من أزمات سياسية واقتصادية كبيرة فعلى الدول الإسلامية أن تستغل وجود هؤلاء الكفار في ديارهم في الدعوة إلى الله، وأن تستثمر وجود سفرائها وموظفيها في بلاد الكفار في الدعوة إلى الله، فندعوهم إلى الله وهم في بلادنا وندعوهم إلى الله وهم في بلادهم.

<<  <   >  >>