للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماذا قدمت لغير المسلمين من دعوة للدخول في هذا الدين؟ ألا تحب أن ينقذك الله من النار إذا بذلت الجهد لإنقاذ هذا الكافر من النار، وأنت تعلم أيها الداعية أنه لو مات على الكفر أنه في النار، ثم هو سيتعلق برقبتك يوم القيامة ويقول: يا رب أنصفني من هذا فقد رآني على الكفر، فلم يأمرني ولم ينهني؟ فماذا يا ترى يكون جوابك أما الجبار في يوم لا ينفع فيه مال، ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم عليك أيها الداعية الكريم أن تعرض الإسلام بصورته الناصعة على من تحت يديك من الخدم، والعمال والسائقين بين فترة وأخرى كلما سنحت الفرصة، فإنك والله مسئول عنهم يوم القيامة، وإذا أردت منهم الاستجابة فعليك بحسن الخلق والمعاملة الحسنة، وأن تلقاهم بوجه طلق، ولا تبخل عليهم بهدية تشجيعية ولا تكلفهم بأكثر مما يطيقون ولا تكثر في لومهم وعتابهم، واحذر الفظاظة والغلظة معهم أو إهانتهم باعتبار أنهم خدم وعبيد، والله سبحانه وتعالى قد قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في محكم التنزيل: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ١ وبهذه المناسبة أذكر أنني كنت في مركز الدعوة والإرشاد في الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، فأتى أحد المواطنين ومعه خادمة تريد أن تسلم، وتعلن إسلامها وتأخذ شهادة بذلك كما هو متبع. فسألته: كيف أسلمت؟؟ ففاجأني بقوله: هذه ثالث خادمة تسلم عندنا والحمد لله. فأعدت عليه نفس السؤال؟؟ فأخبرني أنه تم إسلامها وإسلام غيرها من غير جهد، ولا تعب إنما كان بالمعاملة الحسنة من قبلي ومن قبل جميع أهل البيت من زوجة، وأبناء


١ سورة آل عمران: الآية ١٥٩.

<<  <   >  >>