للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلنا يعاملها وكأنها واحدة من أفراد الأسرة، ولا أذكر أننا قسونا عليها في أي يوم من الأيام، فقلت له: فعلًا هذه من أخلاق النبوة حيث إن أنس بن مالك خدم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أنس: لم يقل لي يومًا "ما" لماذا فعلت ولماذا لم تفعل؟؟ فيا حبذا أن نتحلى بهذه الأخلاق ونتصف بهذه الصفات المرغبة في الإسلام، والتي هي في نفس الوقت دعوة إلى الإسلام بالقدوة الحسنة، حتى يكون لدعوتنا قبول عند غير المسلمين إذا دعوناهم إلى ديننا، يجب علينا جميعًا أن نتحلى، ونتصف بصفات الإسلام ونتأدب بآدابه، ونتخلق بأخلاقه وقدوتنا في ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد وصفه ربه بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ١ سئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: "كان خلقه القرآن"٢ فيا لها من أخلاق حميدة وصفات فاضلة يجدر بكل مسلم أن يتصف بها، ويتخلق بهذه الأخلاق الفاضلة ويتأدب بآداب القرآن، ويتخذه منهج حياة يتربى عليه، ويربي عليه من يعول من أولاد وزوجة وخدم وغيرهم. وإن مما يجدر الإشارة إليه أن كل مسلم يلتقي بكافر في عمل أو دراسة، أو حتى لقاء عابر في سفر أو اجتماع، أو حتى في الطريق أو الأسواق، فإن عليك أيها المسلم حقًّا لهذا الكافر، وهو التبليغ والبيان للإسلام إذا كنت تجيد اللغة وإلا تأتي بمترجم بينك وبينه. أيها المسلم الداعية يا من شرفه الله بالإسلام لا تبخل على غيرك بهذا النور الذي آتاك الله إياه، ولا تيأس من عدم الاستجابة فما عليك إلا البلاغ {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ٣ والهداية بيد الله سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ لَا


١ تقدمت ص٥٤.
٢ مسند الإمام أحمد، باقي مسند الأنصار: "٢٥٢٨٥".
٢ سورة البقرة: من الآية ٢٧٢.

<<  <   >  >>