للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مما قاله القرطبي: أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يربي المؤمنين على العزة بمعنى لا تفسحوا لهم عن الطريق إكرامًا واحترامًا وليس معناه، إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم؛ لأن ذلك أذى لهم وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب. انتهى كلامه رحمه الله.

٤- من المفاهيم الخاطئة عن بعض الدعاة أنه لا يعرف التدرج في الدعوة بل يقرن الدعوة بالحسبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك أن كافرا أراد أن يسلم، فذهب به من يعرفه من المسلمين إلى إمام المسجد عندهم ليسلم على يديه، فلما دخل عليه فتح له محاضرة، وقال له إذا أسلمت: زوجتك عليك حرام لا بد أن تبغض أهلك وتتبرأ من والديك. فقال: أمهلني يا شيخ فخرج ولم يعد.

٥- بعض الدعاة يتحرج من تقديم التحية "السلام" للكافر، والمسألة فيها خلاف، والذي أرى أن الكافر لا يجوز أن يُبدأ بالسلام، لكن عندنا من التحيات ما يناسب الكافر الذي هو في فترة الدعوة، وفي وقت التجاذب تقول: "صباح الخير" "مساء الخير" مرحبًا.

٦- ومن المفاهيم الخاطئة في الدعوة: أن بعض الدعاة إلى الله عندما يأتي إليه كافر يريد أن يسلم يقول له: اصبر تأن لا تسلم حتى تقتنع، أو يقول: تأتي غدا بعد قراءة هذا الكتاب، لا أريدك أن تسلم اليوم وترتد غدا -يذكره بالردة- أو يفتح معه ملف تحقيق هل هو صادق في إسلامه أم لا؟؟ أيها الداعي الكريم إنه إذا قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل في دين الله، وأصبح من أهل التوحيد، فلنفرض أنه ذهب قبل أن يسلم فمات، كيف يكون مصيره؟؟ وإلى أين يذهب؟؟ من الذي أخر هدايته؟؟ أليس أنت، بل ربما في هذه

<<  <   >  >>