للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى" ١. ومما يجدر التنبيه عليه الحرص والإسراع في قبول إسلام من أتى راغبا الدخول في الإسلام، وحثه وتشجيعه على النطق بالشهادتين، حتى لو اشترط الداخل في الإسلام ترك بعض الفرائض مؤقتًا على أمل أن يبدأ القيام بها بعد قليل، ومما يدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد عن نصر بن عاصم عن رجل منهم: "أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين، فقبل منه ذلك"٢. موافقته -صلى الله عليه وسلم- على ما اشترطت ثقيف لدخولهم في الإسلام أن لا صدقة عليهم ولا جهاد. فقد روى أحمد وأبو داود عن وهب قال: سألت جابرًا -رضي الله عنه- عن شأن ثقيف إذ بايعت قال: اشترطت على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يقول: "سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا" ٣، إن هذه الموافقة على ترك المقبل على الإسلام بعض الفرائض إجراء مؤقت يرجى من ورائه فتح الباب أمامه كي يدخل في السلم كافة، وها ما بينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند قبوله شرط ثقيف لدخولهم في الإسلام: "ألا صدقة عليهم ولا جهاد" حيث قال: "سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا". ثم على الداعية متابعة هذا المسلم الجديد، بمعرفة عنوانه ورقم هاتفه ومكان عمله، وسكنه حتى يمكن الاتصال به وتوصيل تعاليم الإسلام


١ رواه الإمام مسلم: "٢١"، وعند البخاري من رواية عمر بن الخطاب: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤترا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله" "رقم ٢٥".
٢ الفتح الرباني: كتاب الإيمان والإسلام ص٥٢.
٣ مسند الإمام أحمد: "٣/ ٣٤١"، وسنن أبي داود: "٣٠٢٣"، وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: "١٨٨٨".

<<  <   >  >>