الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، أوجه هذا النداء إلى من يستطيع الدعوة بالزيارات الفردية، والجماعية فعليه أن يفعل ذلك ولا يتأخر، فالأمة بحاجة إلى جميع الجهود، والإمكانات بحاجة إلى من يبصرها بدينها حتى تعبد الله على يقين ومعرفة، نداء إلى علمائنا الأفاضل أن لا ينسو القرى والهجر والأماكن النائية، زرهم وتفقد أحوالهم أوصل لهم النور والعلم والحكمة، فهم من أحوج الناس إلى العلم الشرعي لقلة العلماء لديهم، وتفشي الجهل والمخالفات الشرعية عندهم، نداء أخير لو قام كل منا بدوره على الوجه المطلوب لم يبق جاهل بأمر الدين، فأمر الدعوة واجب عيني على الجميع ولا سيما العالم الرباني، فهي في حقه أوجب وآكد من غيره، فلا تبخل بالكلمة الطيبة وبالموعظة الحسنة بالمحاضرة النافعة بالندوة الشاملة بخطب الجمع، والعيدين المفيدة، بالزيارات الفردية والجماعية. استغلال جميع المناسبات العامة والخاصة والاشتراك فيها، واستثمارها في الدعوة إلى الله، أما أن يكون العالم سلبيا لا يحرك ساكنا ولا يغير منكرا، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، عمله وبرنامجه اليومي العمل الوظيفي الخالي من الدعوة، ثم الرجوع إلى البيت والانهماك في أعمال دنيوية بحته -وليس معنى ذلك أنني أقلل من شأن العمل الوظيفي، أو الأعمال الأخرى الخاصة- لكني أريد أن يخلط العمل الوظيفي بالدعوة، والأعمال الخاصة والعامة بالدعوة إلى الله، وأن يكون له مع هذه الأعمال منهج دعوي مع الزملاء في العمل مع المراجعين، والجمهور الذين يأتون إليه لإنهاء معاملاتهم يستغل ذلك بتوجيههم، ونصحهم إذا رأى عندهم مخالفات شرعية، فالعالم الموظف يستغل وظيفته في الدعوة إلى الله بالكلمة