للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطيبة والموعظة الحسنة في وقت العمل الرسمي وغيره بما شاء، فأمر الدعوة هام ومنوط بك أيها العالم الفاضل أكثر من غيرك فتنبه لهذا، ولا تترك الساحة خالية منك ومن أمثالك لأهل الشر والفساد، فإن الشر يزيد ويتفشى كلما ضعف الدعاة إلى الله وتخلوا عن مسئوليتهم، وأي مكان لا يوجد فيه دعاة إلى الله يظهر فيه الشر، والفساد واضحا لكل ذي عينين.

"فيجب على العالم ما لا يجب على الجاهل، ويجب على ذي السلطان ما لا يجب على غيره من آحاد المسلمين، ولهذا فإن الله سبحانه وتعالى: خص بالإنذار والوعيد أهل العلم، وحذرهم من كتمان الحق الذي عرفوه. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ١" ٢.

فاحرص كل الحرص على استغلال جميع الفرص المتاحة، فالعمر محدود وليس لك إلا ما قدمت فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.


١ سورة البقرة: الآيتان ١٥٩-١٦٠.
٢ عن كتاب أصول الدعوة، د/ عبد الكريم زيدان ص٣١٩.

<<  <   >  >>