للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحاك ضدهم قبل فوات الأوان، وقبل نزول القارعة بتنفيذ وتطبيق المخططات الإجرامية للقضاء على أغلى شيء لديك وهو دينك وعقيدتك، ولا تكن النملة أفقه منك عندما أنذرت قومها بخطر داهم، فصاحت في جماعتها وقومها أن يدخلوا بيوتهم، ويتحصنوا فيها خوفًا من هذا الخطر القادم، وهو سليمان وجنوده، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} ١. إن عليك أخي الداعية واجب عظيم، وهو الذب عن هذا الدي والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه، والاستمرار على نشر تعاليمه السمحة لجميع البشر، والثبات على المبدأ القويم، والصراط المستقيم، فالعمل الدائب هو منهج الأنبياء والمصلحين إلى يوم القيامة، واحذر التغيير أو التبديل في المنهج فإنه خطر عظيم.

والتغيير والتبديل في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبب لمنع هؤلاء المغيرين، والمبدلين من ورود الحوض والوصول إليه والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا رب أصحابي أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيدعوا عليهم بقوله سحقًا سحقًا". عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا: يا رسول الله أولسنا إخوانك، قال: أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك، فقال: أرأيت لو أن رجلا له خيل


١ سورة النمل: الآية ١٨.

<<  <   >  >>