للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"الرجل أحبك الله الذي أحببتني فيه" ١، وما ينبغي للداعية أن يقول للمدعوين: أثناء حديثه معهم: -إني أحبكم في الله، وأحب لكم الخير والسعادة، والسعادة تكمن في التعاون بين أفراد المجتمع، بين الحاكم والمحكوم بين الجار وجاره٢، وبين أفراد المجتمع المسلم بعضهم مع بعض وبين أفراد الأسرة، وغيرهم قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ٣، كان الشيخ محمد رشيد رضا يتألم لواقع المسلمين، وتظهر أحزانه على قسمات وجهه حين تحل بأحد المسلمين مصيبة أو قارعة، ويفرح إذا كان الأمر على العكس من ذلك، حتى إن والدته عرفت عنه هذا الخلق، فإذا رأته حزينًا كاسفًا سألته ما لك يا ولدي: أمات اليوم مسلم بالصين؟؟ وهذا هو الولاء الحقيقي للمسلمين وحب الخير لهم، ومن هذه العاطفة الجياشة التي ينبغي أن يحملها المسلم الداعية، أن يملك قلبا يتأثر لأخطاء المسلمين وانحرافه عن الدين، فيحزن لانتشار الفسق والمعاصي بينهم حزنا لا يدفعه لاعتزالهم، إنما يدفعه للعمل المتواصل معهم فهو كالطبيب يحاول إنقاذهم، فإن لم يدرك ذلك كله فليقلل من هذا الانحراف بقدر ما يستطيع، فينبغي


١ رواه الإمام أحمد: "١٣١٢٣".
٢ الجوار: يشمل الجار في السكن، الجار في المزرعة، الجار في المتجر وفي المصنع وفي العمل الوظيفي، وكذلك حسن الجوار بين الدول: "لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه". قال -صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن والله يؤمن"، قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جاره بوائقه". صحيح الإمام البخاري، كتاب الأدب: "٦٠١٦" من حديث أبي شريح.
٣ سورة المائدة: الآية ٢.

<<  <   >  >>