واللين، وبما أن الداعية له علاقة مع الناس، ينبغي أن تسود هذه العلاقة الشفقة، والرحمة واللين والعطف في جميع صور التعامل في جميع نواحي الحياة التي تقتضي منه السماحة، والشفقة واللين فإن الناس إذا تبين لهم واتضح لهم المقصود من دعوة الداعية، فإنهم سرعان ما يستجيبون وينقادون لهذه الدعوة، وهذا هدف أساسي للداعية إلى الله أن يخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن ظلمات الجهل والجاهلية إلى نور الإسلام، ومن الموت إلى الحياة قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} ١.
فإظهار الحب للناس من الأمور الهامة والأساسية للداعية؛ لأن الناس يتوسمون فيه الخير، وينتظرونه منه، فعلى الداعية أن يجمع بين حسن الخلق وحب الخير للناس، فإنه أدعى لقبول دعوته، إذ إن صور الشدة والغلظة والعنف صور مشينة معيبة تنفر منها الطباع البشرية، بينما صور الشفقة والرحمة، تزين صاحبها وترتاح لها النفوس، وتأنس إليها القلوب.