للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها"١، فتنبه وأنت تقوم بالدعوة في الميدان تنتقل من بلد إلى بلد، ومن قطر إلى قطر ومن مكان إلى آخر، ومن بيت إلى بيت ومن حي إلى حي أن تكون عارفا ومدركا لأحوال الناس، وما يصلح لهم وما يصلح، فلكل مقام مقال ولكل وقت ما يناسبه، ولكل أناس ما يصلح لهم ولكل حادثة حديث.

"ومما يدل على ضرورة مراعاة أحوال المخاطبين، وأهميتها في الدعوة إلى الله تعالى أن الله عز وجل اصطفى الأنبياء، والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من بين أقوامهم، فلم يرسل رسولا إلا بلسان قومه، قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} ٢".


١ صحيح الإمام البخاري: كتاب المناقب "٣٥٦٠".
٢ سورة إبراهيم: الآية ٤٤. انظر كتاب مراعاة أحوال المخاطبين: "ص٨، ٩" لمؤلفه د. فضل إلهي ظهير.

<<  <   >  >>