للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" ١.

بهذه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وغيرها في فضل الدعوة إلى الله، ووجوبها وضرورة القيام بها، رأيت أن أضع كتابًا واضح المعالم يحوي على إرشادات، ومعالم في طريق الدعوة خاصًّا بأعمال الدعوة والدعاة عله أن يستنير به كل داعية، كما يكشف هذا الكتاب عن الوسائل والأساليب، والطرق السليمة للدعوة إلى الله. كما أرجو أن يكون لبنة من اللبنات الصالحة لبناء الدعوة ورفع صرحها عالية خفاقة، ويكون نبراسًا يضيء الطريق ويسهل المسير للسالكين، ويزيل العوائق والعقبات التي صارت حجر عثرة في طريق الدعاة جعلت بعضهم يقف، وبعضهم يتراجع، فصار لكل شيخ طريقته، ولكل جماعة منهج، ولكل أمة من الأمم أسلوب، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، والطامة الكبرى أن بعضهم يقف حجر عثرة في طريق البعض الآخر. لكن ولله الحمد يوجد هنا، وهناك فئة مستمرة على الطريق الصحيح يسيرون بخطًا ثابتة، وحجة واضحة، جادون في المسير رغم العقبات، والصعوبات والعوائق، وهم أصحاب الهمة العالية الذين ينطبق عليهم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة" ٢. الحديث.


١ رواه الإمام مسلم في صحيحه باب ١٦، حديث رقم "٢٢٧".
٢ الحديث ص "١١".

<<  <   >  >>