للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيته ويستطيع تغيير المنكر الذي في بيته بيده، وعليه مسئولية عظمى أمام الله إذا هو ترك المنكر في بيته، أو ساهم فيه أو جلبه إلى بيته أو رضي به، بل تنطبق عليه الدياثة١ الوارد ذكرها في أحاديث كثيرة.

فالواجب على كل مسلم أن يتفقد بيته، وأحوال أسرته من أولاد وبنات وزوج، فهو راع ومسئول عن رعيته، ويعتبر بهذه الصفة التفقدية لبيته من الدعاة إلى الله.

كما أن الوزير وأمير المنطقة والمحافظ، والوالي مسئول أمام الله يوم القيامة عما يجري في هذا المحيط الذي تحت سلطته كما أن الرئيس المباشر، ومدير الدائرة والمدير العام، ورئيس المصلحة أو الشركة أو مدير المدرسة، أو عميد الكلية أو مدير الجامعة، أو المعلم داخل الفصل، لهم تأثير مباشر على من تحتهم، فالواحد منهم يستطيع أن يأمر وينهى ويسمع كلامه ويدخل حيز التنفيذ، فكل من هؤلاء راع ومسئول عن رعيته بحكم سلطته، ورئاسته فهو مسئول عن تغيير ما يراه منكرًا بيده، وواجب عليه أن يأمر المعروف، وينهى عن المنكر من كان تحت يده وفي دائرة مسئوليته فحري به أن يستجاب له فهو راع ومسئول عن رعيته، وكثير من الناس بل من الدعاة إلى الله يستطيعون تغيير المنكر باللسان بالضوابط الشرعية، والآداب المرعية ولكنه لا يغير ساكنا، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وآخر درجة من درجات تغيير المنكر، التغيير بالقلب بأن يحترق قلبه ويتألم لما يرى من المعاصي والمنكرات، وهو غير قادر على تغييرها حتى باللسان فيبقى التغيير بالقلب وذلك أضعف الإيمان، وحديث الملائكة الذين


١ الديوث: هو الذي يقر ويرضى المنكر والفاحشة في أهله.

<<  <   >  >>