وقد رواه الطبرانيّ أيضا والبزار، وابن عساكر؛ عن أنس بزيادة:«ولست من الباطل، ولا الباطل منّي» . انتهى. لأنّ المنفيّ ما كان بباطل ومجرّد لهو ولعب؛ وهو صلّى الله عليه وسلم في مزاحه صادق؛ كما قال:
(ولا يقول إلّا حقّا) ، فلا ينافي الكمال حينئذ، بل هو من توابعه وتتمّاته لجريه على القانون الشرعي. فمن زعم تناقض الحديثين من الفرق الزايغة! فقد ضل؛ قاله الزرقاني على «المواهب» .
وحديث «المتن» رواه الإمام أحمد؛ من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، مع تغيير يسير في اللفظ، وهو عند الترمذي بلفظ: قالوا: إنّك تداعبنا! قال: «إنّي لا أقول إلّا حقّا» . وسيأتي في المتن إن شاء الله تعالى.
(و) أخرج الطبرانيّ؛ عن أنس رضي الله تعالى عنه:
(كان صلّى الله عليه وسلم من أفكه النّاس) أي: من أمزحهم (مع صبيّ) - وقد تقدّم-.
(وكان صلّى الله عليه وسلم إذا مزح غضّ بصره) . لم أقف عليه!.
(و) أخرج الخطيب وابن عساكر في «تاريخه» ؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال:
(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلم فيه دعابة) - بضمّ الدال وتخفيف العين المهملتين، وبعد الألف موحّدة (قليلة) أي: مزاح يسير للتشريع.
قال في «المواهب» : الدّعابة هي الملاطفة في القول بالمزاح وغيره؛