للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أنس رضي الله تعالى عنه: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت.

وعن أنس أيضا رضي الله تعالى عنه: أنّ امرأة ...

وقد نظم الحافظ العراقي معنى هذا الخبر فأجاد؛ حيث قال:

يمشي مع المسكين والأرملة ... في حاجة من غير ما أنفة

(و) أخرج البخاريّ في «باب الكبر؛ من كتاب الأدب» تعليقا، ووصله ابن ماجه: كلاهما (عن أنس رضي الله تعالى عنه) : إن (كانت الأمة) أيّ أمة كانت (من إماء أهل المدينة) المنوّرة (لتأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) من الأمكنة، ولو كانت حاجتها خارج المدينة.

وفي رواية الإمام أحمد؛ عن أنس: فتنطلق به في حاجتها.

وعند أحمد أيضا إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء؛ فتأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فما ينزع يده من يدها حتّى تذهب به حيث شاءت، ويجيب إذا دعي. انتهى. والمقصود من الأخذ باليد لازمه، وهو الانقياد.

قال في «المواهب» : وقد اشتمل الحديث على أنواع من المبالغة في التواضع، لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عمّم بلفظ الإماء. أي أيّ أمة كانت، وبقوله «حيث شاءت» أي: من الأمكنة.

والتعبير «باليد» إشارة إلى غاية التصرّف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة؛ والتمست مساعدته في تلك الحالة لساعدها على ذلك بالخروج معها، وهذا من مزيد تواضعه صلّى الله عليه وسلم وبراءته من جميع أنواع الكبر. ومن ثمّ أورده البخاريّ في «باب الكبر» إشارة إلى براءته منه. انتهى.

(و) أخرج البخاريّ ومسلم، والترمذيّ في «الجامع» و «الشمائل» - واللفظ لها-: (عن أنس أيضا رضي الله تعالى عنه أنّ امرأة) . أي: كان في عقلها شيء؛ كما في رواية مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>