وأخرجه أبو نعيم بلفظ: كان اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم رحمة لهؤلاء الناس. انتهى كلام «كشف الخفا ومزيل الإلباس» .
وذكر في «شرح الإحياء» في كتاب العلم ج ١ ص ٢٠٥ بعضا مما نقلناه عن «كشف الخفاء» ، وزاد أنّه رواه أبو نصر السّجزي في «الإبانة» ؛ وقال: غريب، والخطيب، وابن عساكر في «تاريخهما» .
وقال ابن السبكي في «تخريج أحاديث المنهاج» : هذا شيء لا أصل له. وقال والده: لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع! انتهى.
وقال ابن الملقّن في «تخريج أحاديث المنهاج» : لم أر من خرّجه مرفوعا بعد البحث الشديد عنه، وإنّما نقله ابن الأثير في مقدمة «جامعه» من قول مالك.
انتهى كلام «شرح الإحياء» ملتقطا.
وفي المناوي على «الجامع الصغير» : «اختلاف» افتعال من الخلف، وهو ما يقع من افتراق بعد اجتماع في أمر من الأمور؛ ذكره الحراني.
«أمّتي» ؛ أي: مجتهدي أمتي في الفروع التي يسوغ الاجتهاد فيها، فالكلام في الاجتهاد في الأحكام؛ كما في «تفسير القاضي» قال: فالنهي مخصوص بالتفرّق في الأصول؛ لا الفروع. انتهى.
قال السبكي: ولا شكّ أن الاختلاف في الأصول ضلال؛ وسبب كلّ فساد؛ كما أشار إليه القرآن.
وأمّا ما ذهب إليه جمع؛ من أنّ المراد الاختلاف في الحرف والصنائع!
فردّه السّبكي بأنّه كان المناسب على هذا أن يقال: اختلاف الناس رحمة؛ إذ لا خصوص للأمة بذلك، فإنّ كلّ الأمم مختلفون في الحرف والصنائع! فلا بدّ من خصوصية!!