.........
ولله درّ القائل:
احفظ لسانك أيّها الإنسان ... لا يلدغنّك إنّه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الشّجعان
قال ابن الأعرابي: أمراض النفس قولية وفعلية، وتفاريع القولية كثيرة، لكن عللها وأدويتها محصورة في أمرين:
الأول: ألاتتكلم إذا اشتهيت أن تتكلم.
والآخر: ألاتتكلم إلا فيما إن سكتّ عنه عصيت، وإلّا! فلا، وإيّاك والكلام عند استحسان كلامك، فإن حالتئذ من أكبر الأمراض، وما له دواء إلّا الصمت، وقد نسب إلى الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى في آفات اللسان هذه المنظومة:
تعلّم حفظ آفات اللّسان ... لتحظى بالأمان وبالأماني
وخذها إنّها سبعون شيئا ... حكت في نظمها عقد الجمان
فكفر والخطامع خوف كفر ... وكذب ثمّ سبّ في هوان
وفحش غيبة ونميمة مع ... مراء والجدال وطعن جاني
وسخرية وتعريض ولعن ... ونوح واشتغال بالأغاني
مخاصمة وإفشاء لسرّ ... وخوض في محلّ بافتتان
سؤال المال والدّنيا، نفاق ... بقول والكلام لدى الأذان
سؤالك عن أغاليط وأيضا ... عوام النّاس عن صعب المعاني
وتغليظ الكلام وأمر نكر ... ونهي العرف عن خطأ اللّسان
سؤال عن عيوب النّاس أخذ ... لذي الوجهين في أمر الدّهان
كلام حالة القرآن يتلى ... وبعد طلوع فجر للعيان
وحالة خطبة وبمسجد مع ... دخول خلا لحاجات تعاني
وفي حال الصّلاة وفي جماع ... وفتح القول عند كبير شان