للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلّا من خير» .

وبالألقاب نبز مع يمين ... غموس أو بغير الله دان

إخافة مؤمن وفضول قول ... وإكثار اليمين بلا توان

على غير الدّعاء كأهل ظلم ... بدون صلاح حال كلّ آن

سؤال إمارة ووصيّة مع ... تولّيه على دار وخان

وردّ كلام متبوع وقطع ... لقول الغير شعر ذو امتهان

تناجي اثنين مدح مع مزاح ... ونطق بالّذي هو غير عاني

على النّفس الدّعاء وردّ عذر ... أتى بالرّأي تفسير القران

سؤالك عن حلال أو طهور ... بغير محلّه قصد امتحان

وسجع والفصاحة مع سلام ... على الذّمي وذي فسق مهان

كذا متغوّط أو بائل مع ... كلام الأجنبيّة في مكان

وإرشاد لنحو طريق سوء ... وإذن في المعاصي للمدان

وآفات العبادات اللّواتي ... تعدّت والّتي قصرت لفان

كذا الآفات ضمن معاملات ... وآفات السّكوت بلا بيان

وقد تمّت بعون الله فاخلص ... لناظمها دعاءك بالجنان

وقد ذكر الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين» آفات اللّسان مفصّلة بما يشفي العليل فراجعها إن شئت.

(إلّا من خير» ) كقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، ومذاكرة العلم، والأمر بالمعروف، وذلك أن قول الخير خير من السكوت؛ لأن قول الخير ينتفع به من يسمعه، والصّمت لا يتعدّى نفعه.

وهذا الحديث رواه الطبراني في «الصغير» ؛ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه، وتمام الحديث: «فإنّك بذلك تغلب الشّيطان» وقد جاءت أحاديث كثيرة في التحذير من خطر اللّسان، ولا نجاة من خطره إلّا بالصّمت، فلذلك مدح الشرع الصمت وحثّ عليه؛ فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>