فقال ابن عباس: لولا أن يذهب هذا فيقول: كذا وكذا، لم أقل له شيئا! إنّ البصر ينفع ما لم يأت القدر؛ فإذا جاء القدر حال دون البصر. فقال ابن الأزرق:
لا أجادلك بعدها في شيء. وأنشد غلام ثعلب لنفسه:
إذا أراد الله أمرا بامرئ ... وكان ذا رأي وعقل وبصر
وحيلة يعملها في كلّ ما ... يأتي به محتوم أسباب القدر
أغواه بالجهل وأعمى عينه ... فسلّه عن عقله سلّ الشّعر
حتّى إذا أنفذ فيه حكمه ... ردّ عليه عقله ليعتبر
وهذا الشعر تضمّن معنى حديث:«إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتّى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، فإذا مضى أمره؛ ردّ إليهم عقولهم ووقعت النّدامة» .
رواه الديلمي في «مسند الفردوس» عن أنس وعليّ رضي الله تعالى عنهما.
وقال في «الدرر» : رواه الديلمي والخطيب؛ عن ابن عباس بسند ضعيف.
وقال في «المقاصد» : رواه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» ، ومن طريقه الديلمي في «مسنده» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعا، وكذا الخطيب وغيره بسند فيه لا حق بن حسين كذّاب وضّاع؛ بلفظ:«إنّ الله إذا أحبّ إنفاذ أمر سلب ذوي العقول عقولهم» . انتهى من «كشف الخفا» للعجلوني.
وفي «الميزان» : إنه خبر منكر؛ أي: لأن فيه سعيد بن سماك بن حرب متروك كذّاب؛ ذكره المناوي.
١٩- ( «ارحموا) من في الأرض (ترحموا» ) - بضمّ أوله، مبنيا للمجهول- أي: يرحمكم الله سبحانه لأنّ الرحمة من صفات الحقّ الّتي شمل بها عباده، فلذا كانت أعلى ما اتّصفت بها البشر، فندب إليها الشارع في كلّ شيء، حتّى في قتال الكفّار والذّبح وإقامة الحجج وغير ذلك.