النطق؛ فيتعرض للخطر؛ أو للظفر، ولذا قال صلى الله عليه وسلّم لمعاذ «أنت في سلامة ما سكتّ، فإذا تكلّمت فلك؛ أو عليك» . ويحتمل أن يريد التحذير من سرعة النطق بلا تثبت؛ خوف بلاء لا يطيق دفعه، وقد قيل: اللسان ذئب الإنسان، وما من شيء أحقّ بسجن من اللسان. وعلى ذلك أنشدوا:
لا تنطقنّ بما كرهت فربّما ... نطق اللّسان بحادث فيكون
وقال آخر:
لا تمزحنّ بما كرهت فربّما ... ضرب المزاح عليك بالتّحقيق
وفي «تاريخ الخطيب» : اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فقدموا الكسائي يصلي جهريّة فأرتج عليه في قراءة «الكافرون» ، فقال اليزيدي: قارئ الكوفة يرتجّ عليه في هذه!!، فحضرت جهرية أخرى؛ فقام اليزيدي: فأرتج عليه في الفاتحة، فقال الكسائي:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إنّ البلاء موكّل بالمنطق
والحديث رواه ابن أبي شيبة، والبخاري في «الأدب المفرد» ؛ من رواية إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود مرفوعا بهذا اللفظ، وزيادة:«لو سخرت من كلب لخشيت أن أحوّل كلبا» .
ورواه الخطيب والديلمي وأبو نعيم والعسكري مرفوعا:«البلاء موكّل بالمنطق، فلو أنّ رجلا عيّر كلبة برضاع كلبة لرضعها» وسنده ضعيف.
وهو عند أحمد في «الزهد» ؛ موقوفا على ابن مسعود. قاله السخاوي.
ورواه الديلمي عن أبي الدرداء مرفوعا بزيادة:«ما قال عبد لشيء: والله لا أفعله إلّا ترك الشيطان كلّ شيء وولع به حتى يؤثّمه» . وقد رواه القضاعي وابن السمعاني عن عليّ، والديلمي عن ابن مسعود، والعسكري عن أبي الدرداء رفعوه، وابن لال في «المكارم» عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق موقوفا، وابن