٣٠٦- «يبصر أحدكم القذى في عين أخيه.. وينسى الجذع في عينه» .
٣٠٧- «يسّروا ...
٣٠٦- ( «يبصر أحدكم القذى) - جمع: قذاة، وهي ما يقع في العين والماء والشّراب من نحو تراب وتبن ووسخ- (في عين أخيه) - في الإسلام- (وينسى الجذع) - واحد: جذوع النّخل- (في عينه» ) أي: في عين نفسه، كأنّ الإنسان لنقصه وحبّ نفسه يتوفّر على تدقيق النّظر في عيب أخيه فيدركه مع خفائه، فيعمى به عن عيب في نفسه ظاهر لا خفاء به.
وهذا مثل ضرب لمن يرى الصغير من عيوب النّاس ويعيّرهم به، وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذاة، وذلك من أقبح القبائح وأفضح الفضائح، فرحم الله من حفظ قلبه ولسانه ولزم شأنه، وكفّ عن عرض أخيه، وأعرض عمّا لا يعنيه، فمن حفظ هذه الوصيّة دامت سلامته وقلّت ندامته، فتسليم الأحوال لأهلها أسلم، والله أعلى وأعلم. ولله درّ القائل:
أرى كلّ إنسان يرى عيب غيره ... ويعمى عن العيب الّذي هو فيه
فلا خير فيمن لا يرى عيب نفسه ... ويبصر عيبا كائنا بأخيه
والحديث ذكره في «الجامع الصغير» مرموزا له برمز أبي نعيم في «الحلية» ؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
قال المناوي في «شرحه» : ورواه القضاعي، وهو حديث حسن. انتهى.
وذكره في «كشف الخفا» وقال: رواه الإمام أحمد؛ عن أبي هريرة، وابن أبي الدّنيا في «المداراة» ؛ عن بكر بن عبد الله المزني قال:«إذا رأيتم الرّجل موكّلا بذنوب النّاس، ناسيا لذنبه، فاعلموا أنّه قد مكر به» .
وروى الدّيلمي؛ عن أنس:«طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب النّاس» . انتهى.
٣٠٧- ( «يسّروا) - بفتح فتشديد-؛ أي: خذوا بما فيه التّيسير على النّاس